.jpg)
جريدة العمل- العمل الثقافي - 7 إلى 13 أغسطس (آب) 2009 - نعيم بحوث
متمرّدة على ذاتها... ثائرة على واقعها... متميّزة بعنفوانها... ومنتفضة لكرامتها. وهي أيضاً، متألقة بعواطفها... متألمة بواقعيتها... منطقية بعقلها... ومتبصرّة ببصيرتها.
إنها كارمن ميكال الحاج،
هذه الطفلة الكبيرة المسكونة بالدهشة، التي تختزن في قلبها كل مشاعر العشق والتضحية والكراهية والانتقام.
قالت "لا"، فأخضعت الزمن لإرادتها. قالت "لا"، فحطّمت عنفوان رجلها.
قالت "لا"، فانتقمت لكرامتها.
"لا!" ديوان غزل المرأة بالرجل بطريقة مختلفة. وهو باكورة أعمالها انتظرت طويلاً قبل أن تصدره حيث كتبت معظم نصوصه بين العامين 1995 و1996. واختارت له هذه السنة التي تم انتقاء بيروت فيها تاسع "عاصمة عالمية للكتاب" ليرى النور.
هو قلبٌ نابضٌ لثورة نساء الأرض-
"لا!"، كتابٌ اختصره بثلاث كلمات...
إنه... جبروتُ امرأةٍ حسّاسة
الهروب إلى الوطن
الكتابة بالنسبة إليها "مساحة للتمرّد"... هكذا تستهل باكورتها معلنة الثورة بصراحة الجرح النازف "فأرض الوطن لا تتسع لطموحنا وسماؤه أمست أضيق من أحلامنا، لذا ضقنا ذرعاً وطُفنا نجوب أصقاع الأرض نبحث عن ذواتنا". وتعود لتعمم هذا التطواف بحثاً عن الذات- لا عن جاه ولا مال- تطواف أمسى لعنة على بني جنسها موضحة انتماءها فتقول: "لبنانيّة انا: في منتصف الطريق بين الشمال والجنوب... لن أستطيع المضيّ ولن أستطيع العودة، يتجاذب أطراف أجنحتي الرحيل من كل حدب وتمزّقني الهجرة: هذه مأساة أيّ لبناني ولبنانية". ثم تتساءل "من يدري في غياهب الغربة ماذا يجري؟" لكأنها قارئة فنجان تتنبأ لنفسها بالاغتراب (في العام 1996) مع أنها تدينه معتبرة "الهجرة أسوأ الكفر" (بلاغ رقم 4). وبالفعل فقد علقّ غيابها عن أرض الوطن لعشر سنواتٍ خلت ولادة باكورة أعمالها من "ورق وحبر" لتختمر في زوايا حسرتها ملكة الكتابة إصراراً على التمرّد هروباً هذه المرة إلى الوطن من جديد. كارمن، واكبتها في الغربة بعقلي وقلبي لسنوات، فكانت هي هي، الإنسانة الرقيقة الشفافة والأنثى المتوثّبة والمتأهبة. إنها جيلٌ جديدٌ من الشاعرات، في عصرٍ شحّت فيه الشاعرات. أما لمن يتهمها بالتمرّد، فيجدر السؤال: هل هي التي تقول "لا!" أم أنها تدعو "كل من ينام على تعب ويفيق على كآبة حتى لا يقول "لا!"-كما تعترف في توطئتها- تدعوه إلى مقاومة الأمر الواقع بدل أن يهرب مستغنياً عن الشرح؟... وتقول مساوية إياه بنفسها "لا يهرب إلا الغريب يا حبيبي وكلانا غريب".
ألف "نعم"
في الجزء الشعري من الديوان 12 قطعة، تخاطب فيها حبيبها فتسميه "ملك قانا" وتدعوه إلى وليمة حب ينتصر من خلالها على يهوذا عبر قلب مسار العجيبة الإنجيلية ("اقلب الدم ماء"). وتسأله "أيّ حب يريد؟" في قصيدة تضج بعمقها في أقصى رحاب "النعم" ففيها ألف نعم ونعم؛ ولا يتوقف المعنى هنا بل ينساب حتى مقطوعة أخرى (على طريقتك) حيث تنتهي هي "طيف حب أنهكه حب على طريقته". ثم تعزف "لحناً غجرياً" في بحث جادّ حول معنى الحرية معلنة الحب عليه في "اجتياح.. نهايته الهزيمة لكنها لا تقع في الأسر" وكأنها رقصة حرية تختلج فيها "الفراشة" أمام النور محترقةً بفرح وألم على مذبح حب مستحيل لعصفور "قد شفي وراح يطير". وتتابع فصول القصة فتخبره ما هي "وظائف" ثغره مستجدية القبلة في "يوم آخر" هو عيد العشاق (تاريخ القصيدة). وها هي تطلب إليه ألاّ يقول "أجل" إجابة عن أسئلتها الموجعة "لئلا تسقط الحروف" -كما تقول- فمن يقرأ كارمن الحاج يشعر بالألم يجري تحت سطورها لترفرف المعاني فوقها. ثم تنتقل إلى المقلب الآخر لتنبئه بالـ"عقاب" خاتمة قصائدها بطرد الملك في "ارحل" ونفيه "نحو المدن البيضاء" طالبة منه أن يذكر دوماً أن "الحبّ أبداً لا يختار". وتغلف كارمن باكورة أعمالها بقصيدة "صفحة سقطت سهواً" لكأنها تشير إلينا أن ننتهي من قراءة الكتاب قبل العودة إلى تلك "الصفحة" التي تضعها في مستهله عمداً فكما أعهدها- دقيقة لا تترك أي تفصيل للصدفة. تقول في الصفحة 23:
الهروب إلى الوطن
الكتابة بالنسبة إليها "مساحة للتمرّد"... هكذا تستهل باكورتها معلنة الثورة بصراحة الجرح النازف "فأرض الوطن لا تتسع لطموحنا وسماؤه أمست أضيق من أحلامنا، لذا ضقنا ذرعاً وطُفنا نجوب أصقاع الأرض نبحث عن ذواتنا". وتعود لتعمم هذا التطواف بحثاً عن الذات- لا عن جاه ولا مال- تطواف أمسى لعنة على بني جنسها موضحة انتماءها فتقول: "لبنانيّة انا: في منتصف الطريق بين الشمال والجنوب... لن أستطيع المضيّ ولن أستطيع العودة، يتجاذب أطراف أجنحتي الرحيل من كل حدب وتمزّقني الهجرة: هذه مأساة أيّ لبناني ولبنانية". ثم تتساءل "من يدري في غياهب الغربة ماذا يجري؟" لكأنها قارئة فنجان تتنبأ لنفسها بالاغتراب (في العام 1996) مع أنها تدينه معتبرة "الهجرة أسوأ الكفر" (بلاغ رقم 4). وبالفعل فقد علقّ غيابها عن أرض الوطن لعشر سنواتٍ خلت ولادة باكورة أعمالها من "ورق وحبر" لتختمر في زوايا حسرتها ملكة الكتابة إصراراً على التمرّد هروباً هذه المرة إلى الوطن من جديد. كارمن، واكبتها في الغربة بعقلي وقلبي لسنوات، فكانت هي هي، الإنسانة الرقيقة الشفافة والأنثى المتوثّبة والمتأهبة. إنها جيلٌ جديدٌ من الشاعرات، في عصرٍ شحّت فيه الشاعرات. أما لمن يتهمها بالتمرّد، فيجدر السؤال: هل هي التي تقول "لا!" أم أنها تدعو "كل من ينام على تعب ويفيق على كآبة حتى لا يقول "لا!"-كما تعترف في توطئتها- تدعوه إلى مقاومة الأمر الواقع بدل أن يهرب مستغنياً عن الشرح؟... وتقول مساوية إياه بنفسها "لا يهرب إلا الغريب يا حبيبي وكلانا غريب".
ألف "نعم"
في الجزء الشعري من الديوان 12 قطعة، تخاطب فيها حبيبها فتسميه "ملك قانا" وتدعوه إلى وليمة حب ينتصر من خلالها على يهوذا عبر قلب مسار العجيبة الإنجيلية ("اقلب الدم ماء"). وتسأله "أيّ حب يريد؟" في قصيدة تضج بعمقها في أقصى رحاب "النعم" ففيها ألف نعم ونعم؛ ولا يتوقف المعنى هنا بل ينساب حتى مقطوعة أخرى (على طريقتك) حيث تنتهي هي "طيف حب أنهكه حب على طريقته". ثم تعزف "لحناً غجرياً" في بحث جادّ حول معنى الحرية معلنة الحب عليه في "اجتياح.. نهايته الهزيمة لكنها لا تقع في الأسر" وكأنها رقصة حرية تختلج فيها "الفراشة" أمام النور محترقةً بفرح وألم على مذبح حب مستحيل لعصفور "قد شفي وراح يطير". وتتابع فصول القصة فتخبره ما هي "وظائف" ثغره مستجدية القبلة في "يوم آخر" هو عيد العشاق (تاريخ القصيدة). وها هي تطلب إليه ألاّ يقول "أجل" إجابة عن أسئلتها الموجعة "لئلا تسقط الحروف" -كما تقول- فمن يقرأ كارمن الحاج يشعر بالألم يجري تحت سطورها لترفرف المعاني فوقها. ثم تنتقل إلى المقلب الآخر لتنبئه بالـ"عقاب" خاتمة قصائدها بطرد الملك في "ارحل" ونفيه "نحو المدن البيضاء" طالبة منه أن يذكر دوماً أن "الحبّ أبداً لا يختار". وتغلف كارمن باكورة أعمالها بقصيدة "صفحة سقطت سهواً" لكأنها تشير إلينا أن ننتهي من قراءة الكتاب قبل العودة إلى تلك "الصفحة" التي تضعها في مستهله عمداً فكما أعهدها- دقيقة لا تترك أي تفصيل للصدفة. تقول في الصفحة 23:
"عندما يأتي المساء ويغمرني البكاء
أفتقد جناحك... طفلة أنا، فراشة
قلبي صغير...
إن أنت رحلت ... هو يموت"
أفتقد جناحك... طفلة أنا، فراشة
قلبي صغير...
إن أنت رحلت ... هو يموت"
كارمن الحاج - صريحة مع الآخرين حتى الانفجار ومع نفسها حتى الانتحار. إلا أنك تعيش معها على صفحات "لا!" دهشة اكتشاف المستور أو المرصود ربما داخل قصرها المسحور فباكورتها زاخرة بالرموز والدلالات وقصائدها حتى التواريخ تحكي حكاية محبوكة بخيوط من الغموض. وتؤكد كارمن في آخر الكتاب أن "يداً سحرية امتدت فمست مسار حياتها" متمنية أن "تمس حياة" كل من يقرأه... لا أظلمها إن قلت إنها ساحرة طالما أن كلماتها تنساب كسحر بلغة خفية تخطفك إلى بعد آخر. شخصياتها ناطقة أشياء كانت أم حيوانات أم بشر وبَوْحها توثره خجولاً كأنها ممنوعة عنه أو أنها تحمي حتى النهاية من تحب. وإذا كان الشوك يحمي الورود، هل "لا!" كارمن الحاج لا زالت تحمي حبها الممنوع الذي أرداها لا ضحية- بل شاعرة؟
دين جديد
دين جديد
وإذا دعته ملكاً في القسم الشعري، فهي تسمّيه "سلطاناً" في الجزء النثري الذي يقع في 12 قطعة مما يدعو للتساؤل هل تعمّدت قياس خطواتها لتأتي متوازية شعراً ونثراً في رقصة هي الأولى لها على خشبة الضوء؟ وتفتتح هذا القسم بمقطوعة "حتى إشعار آخر" تذكّر بثقل الانتظار في قصيدتي "لا تقل أجل" و"عقاب" تعقبها بلاغات سبعة ذات تناقص تصاعدي إضافة إلى الأخير الذي يحمل الرقم صفر أو ثمانية حيث "يوشك العَدُّ العكسي أن يُفجِّرَ الإقلاع"- وهذه الأرقام تخفي رسائل مشفّرة في هرمية داخلية للنص. فهي تقول في البلاغ رقم 1: "أكمل وصايا الله في الحب (...) ليست عشر بل هي سبع لأنها الكمال" (ص 97). فهل تؤسس لدين جديد يستخدم الرموز المسيحية ويتمحور حول الحب؟ أم أنها تنبىء بدخول الأرض عصراً جديداً لا قيمة فيه للمادة ولا للحدود الزمانية أو المكانية؟
وكما في الشعر كذا في قسم النثر ترفرف على صفحاتها ظلال الأندلس والهجرة إلى الشمال، وتغلفه بمقطوعة "رؤيا" تضعها في أول الكتاب بعد "التوطئة" لكأنها إطار يحتضن النصوص. تجيب فيها عن سؤال يطرح نفسه "لم بعد كل تلك السنوات قررت إصدار كتيّب ضئيل الحجم طباعياً وعدد صفحات؟" الجواب هو "وفاءً لطفلة العشر سنوات التي "تمنت أن تكون بطلة قصة أسطورية" وامرأة الخمس والعشرين ربيعاً التي أرادت أن تتمرّد". لكن أصدق إجاباتها يرفرف فوق مرآة النص –والذاكرة- لغز آخر بانتظار الفك. لغز هو سر الحركة في اختلاجات هذا الديوان وهو الوالد – الغائب الحاضر. فهو الحب العظيم الصامت (في إهدائها) وكأنه الحبيب الوحيد الثابت بين الرجال، تميّزه بثورة وتمرّد خاصين بها وبه كما في "صفحة سقطت سهواً" تقول "لكن دعنا لا نتوقف عن اللهو وليس مهماً من يربح". لكأنها تصدر الكتاب أخيراً تتويجاً لثورة أعلنتها منذ زمن بعيد على والد "ضاع خارج حدود العمر" فلم يشهد عمادتها "شاعرة" وهي تعلن اليوم انتصارها على طريقة أحلام مستغانمي التي تدفن بعض الناس بتحويلهم إلى أبطال في رواياتها. فهل تدفن والدها بين دفتي كتابها الأول أم تبحث عن والد في أصنام تدعوها ملوكاً وسلاطين؟ أم أن كارمن الحاج نجحت في "المساهمة في البحث الذي دأبت عليه البشرية في علم الحب" فسبرت أغوار "متاهة الذهن البشري" وأثبتت أن المرأة في بحث دائم حول نسخة مطابقة لوالدها؟ وهل هي إلكتر جديدة ... تحتاج إلى مراياها المتشظية لتكشف ضباب رؤيتها الدامعة؟
امرأة كل زمان
وكما في الشعر كذا في قسم النثر ترفرف على صفحاتها ظلال الأندلس والهجرة إلى الشمال، وتغلفه بمقطوعة "رؤيا" تضعها في أول الكتاب بعد "التوطئة" لكأنها إطار يحتضن النصوص. تجيب فيها عن سؤال يطرح نفسه "لم بعد كل تلك السنوات قررت إصدار كتيّب ضئيل الحجم طباعياً وعدد صفحات؟" الجواب هو "وفاءً لطفلة العشر سنوات التي "تمنت أن تكون بطلة قصة أسطورية" وامرأة الخمس والعشرين ربيعاً التي أرادت أن تتمرّد". لكن أصدق إجاباتها يرفرف فوق مرآة النص –والذاكرة- لغز آخر بانتظار الفك. لغز هو سر الحركة في اختلاجات هذا الديوان وهو الوالد – الغائب الحاضر. فهو الحب العظيم الصامت (في إهدائها) وكأنه الحبيب الوحيد الثابت بين الرجال، تميّزه بثورة وتمرّد خاصين بها وبه كما في "صفحة سقطت سهواً" تقول "لكن دعنا لا نتوقف عن اللهو وليس مهماً من يربح". لكأنها تصدر الكتاب أخيراً تتويجاً لثورة أعلنتها منذ زمن بعيد على والد "ضاع خارج حدود العمر" فلم يشهد عمادتها "شاعرة" وهي تعلن اليوم انتصارها على طريقة أحلام مستغانمي التي تدفن بعض الناس بتحويلهم إلى أبطال في رواياتها. فهل تدفن والدها بين دفتي كتابها الأول أم تبحث عن والد في أصنام تدعوها ملوكاً وسلاطين؟ أم أن كارمن الحاج نجحت في "المساهمة في البحث الذي دأبت عليه البشرية في علم الحب" فسبرت أغوار "متاهة الذهن البشري" وأثبتت أن المرأة في بحث دائم حول نسخة مطابقة لوالدها؟ وهل هي إلكتر جديدة ... تحتاج إلى مراياها المتشظية لتكشف ضباب رؤيتها الدامعة؟
امرأة كل زمان
في الغلاف الخارجي للكتاب تحت رسمها الفوتوغرافي، تتوجه الشاعرة إلى "كل رجل أراد أن يقرأ بيقين في قلب حبيبته فالمرأة لغز يضيّع الرجل نصف عمره ولا يفكّه في النهاية إلا صدفة!" حسب تعبيرها. ألا تتكلم كارمن بلسان رجال الأرض بهذه المقولة- أهي امرأة أم رجل؟ أتراها تدعو الرجل إلى الاتصال بناحيته الأنثوية؟ أم تراها تكتفي بالتواصل مع الناحية الذكورية في شخصيتها كامرأة وتدعو كل امرأة أن تحذو حذوها؟ تفاجئ كارمن قارئها على كل مفرق طريق حتى القطرة الأخيرة من حبرها... هنا أضم صوتي إلى صوت الأديبة الشاعرة إلهام شمعون عبد النور التي تحدثت في ندوة شعرية أقيمت منذ فترة حول ديوان "لا!" حين تقول: "دافئةٌ شرقية بحبها، غربيةٌ بتمردها، عاشقةٌ إلى حدود العبادةِ، تضجُ بازدواجية المرأة الكونية التي تخطَّت حدود المكان والزمان وارتقت امرأة كل زمان ومكان بمتناقضاتها. فراشةٌ عاشقة رقيقة بحجم كوكب ناري متمرّدٍ على تعبِ وكأبةِ من استعصت عليه كلمةُ "لا!"". فمن يقرأ الديوان ويغوص في أسراره، يدرك أن الكاتبة جيوش من النساء لا امرأة واحدة، وهي جحافل من الشاعرات المناضلات لأجيال وأجيال لا شاعرة واحدة في زمن حالي. وقد أوضحت ذلك منذ توطئتها حين قالت أن "لا غاية زمنية لهذه الكتابات: إنها أغنية".
وتكحّل كارمن كتابها من الخارج بلؤلؤ الكلام متوجهة إلى المرأة لكنها ترجوها صبراً قليلاً قبيل انتقال الأرض إلى العصر الجديد التي تبشر به من دون أن تسميه، تقول: "في قلب كل امرأة جرح تحمله منذ ولادتها تلفّه بأنغام وصلوات كما المحارة تحتضن بألم شفتيها حبّة الرمل المقذوفة قسراً فتطوّقها بطبقات عروق اللؤلؤ وتكرّ الحبيبات البيضاء. سيدتي، لا تفرطي عقد اللؤلؤ ففي طياتك وما أكثرها أسرار وأسرار هي اللُحمة في الأرض لولاها انتهى العالم" إنها كارمن الحاج... "شاعرة تضجُ بازدواجية المرأة الكونية". وتتابع عبدالنور مدركة نواة الخلق في العمل: "وقفت أمام قصائد كارمن أبحث عن اللا فوجدتُ النعم. نعم لأقصى حدود، نعم لحبيب تملّك القلبَ والعقلَ والجوارح، نعم صارخة من أعماق العشق! والحبيب لسطان! صرخةُ "اللا" بصخبها وعمقها وبُعدها مُدوِية في أقصى رحاب "النعم": فهي أسيرةٌ وسلطانةٌ تجمع السجن والجلاّد، متمردة، ولكن "في مملكته" (كما تقول)، كوكبٌ ثائرٌ لكنها لا "تقوى إلاّ على الدوران في فلكِه". وتتابع الأديبة متوجهة إلى كارمن في اعتراف تقشعر له الأبدان لعمق التماهي وصدق الاعتراف: "قرأتكِ وعشتكِ وغصتُ في بحرك الأنثوي اللاهب فإذا بي أغوص بذاتي، أعانق أنوثتي، أعيش في بحرِ أحاسيسي كامرأةٍ في فلكِ وعالمِ ومملكةِ ذلك الآخر، الرجل". ويبقى السؤالُ الذي يطرحه الكتاب في طياته معلّقاً: "هل الازدواجية من كينونة المرأة الشرقية وتكوينها؟ أم جبارٌ يفرضُ واقعه لأن المرأة تجمع في كفّيها كيانها كامرأة وهذا الآخر – الرجل؟"
وتكحّل كارمن كتابها من الخارج بلؤلؤ الكلام متوجهة إلى المرأة لكنها ترجوها صبراً قليلاً قبيل انتقال الأرض إلى العصر الجديد التي تبشر به من دون أن تسميه، تقول: "في قلب كل امرأة جرح تحمله منذ ولادتها تلفّه بأنغام وصلوات كما المحارة تحتضن بألم شفتيها حبّة الرمل المقذوفة قسراً فتطوّقها بطبقات عروق اللؤلؤ وتكرّ الحبيبات البيضاء. سيدتي، لا تفرطي عقد اللؤلؤ ففي طياتك وما أكثرها أسرار وأسرار هي اللُحمة في الأرض لولاها انتهى العالم" إنها كارمن الحاج... "شاعرة تضجُ بازدواجية المرأة الكونية". وتتابع عبدالنور مدركة نواة الخلق في العمل: "وقفت أمام قصائد كارمن أبحث عن اللا فوجدتُ النعم. نعم لأقصى حدود، نعم لحبيب تملّك القلبَ والعقلَ والجوارح، نعم صارخة من أعماق العشق! والحبيب لسطان! صرخةُ "اللا" بصخبها وعمقها وبُعدها مُدوِية في أقصى رحاب "النعم": فهي أسيرةٌ وسلطانةٌ تجمع السجن والجلاّد، متمردة، ولكن "في مملكته" (كما تقول)، كوكبٌ ثائرٌ لكنها لا "تقوى إلاّ على الدوران في فلكِه". وتتابع الأديبة متوجهة إلى كارمن في اعتراف تقشعر له الأبدان لعمق التماهي وصدق الاعتراف: "قرأتكِ وعشتكِ وغصتُ في بحرك الأنثوي اللاهب فإذا بي أغوص بذاتي، أعانق أنوثتي، أعيش في بحرِ أحاسيسي كامرأةٍ في فلكِ وعالمِ ومملكةِ ذلك الآخر، الرجل". ويبقى السؤالُ الذي يطرحه الكتاب في طياته معلّقاً: "هل الازدواجية من كينونة المرأة الشرقية وتكوينها؟ أم جبارٌ يفرضُ واقعه لأن المرأة تجمع في كفّيها كيانها كامرأة وهذا الآخر – الرجل؟"
Dear Carmen,
ReplyDeleteYou have always been great with you spirit and charismatic personality. Life is so transparent with you in it.
Regards,
George Anthony Khawam
Arcadia Legal Translation